تنمية ذاتية

ثماني عادات يومية لتطوير الذكاء العاطفي

لماذا تريد تنمية ذكائك العاطفي؟

 ربما يرجع السبب لكونك تريد أن تكون المتحكم الحقيقي في حياتك.

في نهاية المطاف، نحن نتحكم في ثلاثة أشياء فقط في الحياة: أفكارنا وسلوكياتنا ومشاعرنا.

أهم هذه الأشياء الثلاثة هي مشاعرنا لأنها تحرك أفكارنا وسلوكياتنا. في الواقع، فإن حوالي ثمانين بالمئة أو أكثر من قراراتنا وأفعالنا تأتي من مشاعرنا وعواطفنا.

يتطلب التحكم في عواطفك تطوير ذكائك العاطفي وتسخيره، وهو القدرة على إدراك مشاعرك ثم إدارة تلك المشاعر.

من خلال اتباع العادات اليومية الموضحة في هذه المقالة، ستطور مهارات الذكاء العاطفي وتتحكم بشكل أفضل في نفسك وحياتك.

بغض النظر عن أسباب رغبتك في صقل ذكائك العاطفي، فأنت ستستفيد فقط من المحاولة.

إن تبني هذه العادات اليومية هو مفتاح تطوير الذكاء العاطفي، وهو بوابتك للسيطرة الحقيقية على حياتك. في حين أن مستوي التعلم يمكن أن يختلف من شخص لآخر، إلا أنه يمكن لأي شخص أن يستفيد ولو بالقليل من تطبيق بعض هذه العادات.

تدرب على القليل فقط لترى كيف يُثري ذلك جوانب معينة من حياتك، أو استخدم كل العادات الثمانية لجني الفوائد المضاعفة لعقل ذكي عاطفيًا.

1. تأخير إظهار المشاعر

هل سبق لك أن تفاعلت بتهور خلال موقف ملئ بالتوتر، وتمنيت لاحقًا أن يعود بك الزمن للوراء؟

 ماذا عن الندم على شيء قلته في لحظة غضب؟

سواء كانت ردود الفعل الاندفاعية هذه نادرة الحدوث أو تحدث طوال الوقت، فسوف تجني الكثير من المزايا إذا أصبحت قادرًا على تأخير إظهار مشاعرك.

لمعالجة هذا الأمر، تحتاج إلى تطوير عادة يومية تتمثل في العد حتى الرقم عشرة قبل تنفيذ أي من السلوكيات والقرارات التي تحركها المشاعر. ستتيح لك هذا الطريقة الوقت للتعامل مع مشاعرك قبل إظهارها للعلن. إن أخذ بعض الوقت قبل الرد سيسمح لك بأن تكون أكثر تحكمًا في عواطفك.

2. اكتب يومياتك

تدوين أفكارك ومشاعرك بانتظام مفيد لتنمية الذكاء العاطفي. تدوين اليوميات هو أيضًا أحد أعمال الرعاية الذاتية التي تعزز الإبداع والوعي الذاتي.

لا توجد قواعد دقيقة لتدوين اليوميات، لذا قم بذلك يوميًا. اجعل تدوين يومياتك نشاطًا يوميًا صباحيًا أو مسائيًا ويتضمن ثلاث عادات ذات صلة بالذكاء العاطفي:

• كتابة يوميات عن نفسك ومشاعرك في الوقت الحالي

• تدوين ما تعلمته عن مشاعرك خلال اليوم الماضي

• كتابة يوميات حول المجال الذي ترغب في التركيز عليه في تطوير ذكائك العاطفي، بما في ذلك القدرة على معرفة وإدارة مشاعرك بمرور الوقت.

وتذكر بأن أهم شيء هو أن تبدأ وأن تستمر. اجعل الأمر بسيطًا عن طريق اختيار طريقة تسجيل يومية سواء بالكتابة بخط اليد أو استخدام مسجل أو اختيار تطبيق يوميات على هاتفك.

عندما تبدأ في ممارسة العادات المدرجة هنا، ستحتاج إلى مراجعة ما كتبته في دفتر اليوميات من وقت لآخر. وستمثل هذه أيضًا طريقة جيدة للتحقق من العقبات السابقة ومدى تقدمك.

3. مارس التأمل

التأمل هو طريقة أخرى لتحسين الذكاء العاطفي. بينما يميل معظم الناس إلى ربط التأمل بالروحانية، إلا أنه يمكن للتأمل بناء مسارات عصبية جديدة، والتي قد تساعد علي التحكم في التوتر والعواطف.

ويمكن أن يساعد التأمل أيضًا الرجال الذين يعانون من النظرة التقليدية حول إبداء المشاعر ويجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم.

طبق هاتين الطريقتين للتأمل واجعلهما من عاداتك اليومية:

•  عشر دقائق من التأمل الذي يهدف إلى تنقية وتهدئة العقل. أولا، اجلس بهدوء وتنفس وأفرغ عقلك وحاول ألا تفكر في أي شيء. سيساعدك هذا على بناء الانتباه والتركيز، والذي يمكن استخدامه بعد ذلك لجذب المزيد من الاهتمام لمشاعرك.

• خمس دقائق من التأمل لمشاعر الحب واللطف، سيساعد هذا النوع من التأمل في إدارة مشاعرك تجاه الآخرين ويجعل هذه المشاعر أكثر ثراءً وإيجابية. من خلال ممارسة هذا التأمل، يمكنك تقوية علاقتك ومشاعر اللطف تجاه أحبائك وحتى معارفك. تخيل الأشخاص الموجودين في حياتك، وركز على هؤلاء الأشخاص، وفكر في أن هؤلاء الأشخاص يرسلون ويتلقون الحب والعطف منك وإليك.

4. مارس اليوجا

ربما سمعت عن فوائدها الصحية العديدة، لكن دعني أوضح كيف لها أيضًا تأثيرًا كبيرًا على الذكاء العاطفي. تُعلمك ممارسة اليوجا أن تكون حاضرًا وتحثك على أن تصبح مدركًا لذاتك، مما يتيح لك التعرف على مشاعرك بسهولة أكبر. وهذا يعني أيضًا وعيك بجسدك والقدرة على التحكم فيه.

غالبًا ما تظهر العواطف جسديًا، لذا سيساعدك الوعي بجسدك على أن تكون أكثر وعيًا بمشاعرك وأن تكون قادرًا على التمييز بين هذه المشاعر، والتحكم فيها بشكل أفضل. ابدأ في ممارسة اليوجا يوميًا لمدة خمسة عشر دقيقة على الأقل.

5. التعرف جيدًا على التحيز الفكري

غالبًا ما تقودنا عواطفنا في الاتجاه الخاطئ بسبب التحيز الفكري. هذه الأخطاء الخطيرة في الحكم على الآخرين يمكن أن تجعلك تتخذ قرارات سيئة في حياتك الشخصية والمهنية.

تحتاج إلى تجاوز هذه الأفكار المزعجة من خلال تقييم ومعرفة أي منها مناسب لك. بعد ذلك، طبق عادة يومية لمعالجة التحيز الفكري الأكثر تأثيرًا بالنسبة لك.

العادات الأربع الأولى التي وصفتها هي الأفضل لك لتحديد هذه التحيزات والتعامل معها. على سبيل المثال، يمكنك استخدام دفتر اليومية لتدوين كيف تخطط لمواجهتها.

6. اهتم بعلاقاتك بمن حولك

بينما ستسمح لك العادات الخمس الأولى في هذه القائمة بالتفكير والتقييم والتدبر داخليًا، يجب أيضًا أن تفكر بنفس القدر في كيفية ارتباطك بالناس. بعد ممارسة العادة الخامسة، أنا متأكد من أنك ستدرك مدى تأثير التحيز الفكري عندما يتعلق الأمر بمشاعرنا تجاه الآخرين.

للتحكم في مشاعرك بشكل أفضل، احرص على تبنى عادة يومية لتقييم مشاعرك عندما تتفاعل مع أشخاص آخرين. توقف مؤقتًا وفكر وحدد ما يمكنك تعلمه عن نفسك أثناء هذه التفاعلات. يمكنك حتى استخدام هذا كواحد من أساسيات دفتر يومياتك.

 تزودك يومياتك بالمعلومات التي تعلمتها عن نفسك، وسيكون من الأسهل التخطيط لكيفية تفاعلك مع الآخرين في المستقبل. تذكر أن تستمر في تأخير إظهار مشاعرك للآخرين، خاصة في البداية، لتتعلم كيفية التحكم في نفسك بشكل أفضل.

7. اهتم بتطوير مهارات الاستماع الجيد

كثير من الناس يستمعون دون سماع ما يُقال. هذا ينطبق بشكل خاص على العديد من النقاشات الحادة عندما يتبنى الناس موقفًا عدائيًا ويقضون وقتهم في صياغة جواب في أذهانهم بدلاً من الاستماع حقًا إلى الشخص الآخر.

بدون مهارات الاستماع الصحيحة، لا يمكن تكوين أو توظيف ذكاء عاطفي، وستظل معظم النزاعات دون حل.

عند التحدث مع الآخرين، استمع جيدا بدلاً من مجرد الاستغراق في التفكير بالجملة التالية أو استخدام فترة تحدث الآخرين كوسيلة لتمضية الوقت حتى يحين دورك في الكلام. بدلاً من ذلك، استمع للتأكد من أن لديك فهمًا جيدًا لما تتم مناقشته.

عند حل أي نزاع، يساعدك الاستماع الجيد على تحديد كيفية المساهمة في حل المشكلة، لأنه يمنحك الوقت لتوضيح أي نقاط محيرة بالإضافة إلى توظيف ذكائك العاطفي لمساعدتك على التوصل إلى إجابة مناسبة.

8. استخدم أسلوب تواصل حازم وتعاوني

بينما يمكن ممارسة كل عادة من العادات التي ذكرتها كلٌ على حدة مع ملاحظة نتائج جيدة، إلا أنها لا تُغني عن أهمية وجود طريقة حازمة وتعاونية للتواصل. وذلك لأن العادات السبع الأولى تعمل جميعها بانسجام لتسمح لك بأن تكون أكثر حزمًا ومباشرة.

ضع في اعتبارك كل ما تعلمته عن نفسك، وتحيزاتك، وكيفية تفاعلك مع الآخرين. بعد ذلك، قم بتطوير عادة جديدة وهي أن تكون حازمًا – وليس عدوانيًا – وأن تكون أكثر صراحةً عند التواصل. يتيح لك ذلك التعبير عن آرائك بشكل أوضح، وبالتالي تشجيع الآخرين على التواصل معك بوضوح أيضًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى