
من منا لم يمر بأحد تلك الأيام حيث تجلس أمام شاشة الكمبيوتر المحمول مع قائمة مهام يجب انجازها اليوم، وبحلول الوقت تكتشف أنك لم تحقق أي تقدم يُذكر.
وربما بعد ساعات من العمل قد تقرر أنه لم يعجبك ما أنجزته، وتغيير رأيك، وتفقد التركيز لأنك ضيعت بضع ساعات في الجلوس أمام الكمبيوتر و “العمل” ولكن في الواقع لم يتم إنجاز أي عمل.
لكن هل فكرت بالنهوض وإغلاق الكمبيوتر والذهاب في نزهة على الأقدام. قد يبدو هذا أمرًا غير متوقع، لكن الابتعاد قليلًا حين يكون لديك قائمة طويلة من المهام ليس مجرد هروب من العمل، لكنك فعلًا في حاجة إليه. عُد إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك بعد ساعتين وضع علامة على المهمتين ذات الأولوية القصوى من تلك القائمة، وأنجزهما بسرعة في وقت أقل مما كنت تقضيه في انجازهما في وقت سابق.
إن أخذ قسط من الراحة هو أكثر بكثير من مجرد فنجان قهوة ودردشة، إنها ليست رفاهية، إنها ضرورة مطلقة! لذا، عليك أن تتخلص من الشعور بالذنب لأخذك استراحة من العمل، وربما لو توقفت عن تناول الوجبات الخفيفة في مكتبك لمدة خمس دقائق وذهبت لتناول الغداء لمدة ساعة فسوف يساعدك ذلك على العمل بشكل أفضل ، وأن تصبح موظفًا أو رائد أعمال أفضل ، وربما حتى أن تعيش لفترة أطول.
إليك أسباب حاجتك إلى أخذ استراحة من العمل لتحقيق إنتاجية جيدة
1. لا يستطيع البشر العمل بشكل منتج لساعات طويلة
لا يمكن للبشر العمل بشكل منتج لساعات متتالية، على الرغم مما ينص عليه عقد العمل الخاص بك.
هل تعرف حقًا عدد الساعات التي تكون فيها منتجًا خلال اليوم؟ هل هي ست أو سبع أو ثمان ساعات في يوم عمل روتيني. تشير الدراسات إلى أنك منتج لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في أحسن الأحوال.
إذن، ماذا تفعل بقية الوقت الذي تجلس فيه أمام شاشتك؟ أنت تعمل بشكل أقل إنتاجية بشكل كبير.
هذا لا يعني أننا جميعًا بحاجة إلى الانتقال إلى يوم عمل مدته ثلاث ساعات بشكل فوري. لنكن عمليين حيال ذلك. لكن قبول أنه بعد بضع ساعات مثمرة للغاية، تحتاج إلى استراحة قبل أن تتمكن من العودة والقيام بذلك مرة أخرى يعد بداية جيدة.

2. فترات الراحة المنتظمة مفيدة لذاكرتك
تشير الدراسات إلى حقيقة أن فترات الراحة القصيرة المنتظمة يمكن أن تحسن ذاكرتك. والذاكرة الأفضل تجعل تنفيذ مهامك يتم بشكل أسرع وأكثر فعالية. ولكن وجدت الدراسة أن الاستراحة تساعدك أيضًا في الاحتفاظ بالمعلومات التي تم الحصول عليها مؤخرًا.
لذلك، إذا كنت تجري بحثًا من أجل اعداد تقرير أو كنت في اجتماع لبضع ساعات، فإن الابتعاد بعد ذلك بالفعل وأخذ استراحة لتناول القهوة يمكن أن يساعدك في الاحتفاظ بشكل أفضل بالحقائق أو الأرقام أو المعلومات التي حصلت عليها للتو.
هذه التقنية فعالة جدًا للكثيرين؟ قد تعني فترات الراحة المنتظمة في هذا الأسلوب أنك تقوم فعليًا بمعالجة جميع المعلومات التي تحصل عليها من عملك بشكل صحيح والمضي قدمًا إلي المهمة التالية.
3. تعزيز مستويات الطاقة الخاصة بك
لا يوجد قاتل للإنتاجية مثل الخمول. وقد تعاني من “ركود فترة ما بعد الظهيرة” المرعب كثيراً. إذا كنت متعبًا، فلن تركز جيدًا ولن تنجز الكثير. بكل بساطة، من الأفضل أن تأخذ استراحة في وقت الغداء لأنها تعزز مستويات الطاقة، وأعني استراحة فعلية وليس خمس دقائق، فهي كفيلة بزيادة تركيزك في فترة ما بعد الظهر.
هناك أماكن عمل حيث الثقافة هي إلى حد كبير تناول الغداء في المكاتب. ولكن إذا شعرت بالحاجة إلى تبرير أخذ استراحة الغداء الكاملة، ففكر في ذلك. حيث تقول الدراسات أنك ستنجز المزيد في فترة ما بعد الظهر.

4. بإمكانك اتخاذ قرارات أفضل بعد فترة راحة
إن صنع القرار – سواء كانت هذه القرارات تبدو ثانوية أو أساسية – هو جزء مهم من عملنا اليومي. وجدت مجموعة من الباحثين أن عدم أخذ فترات راحة يؤدي إلى إجهاد قبل وبعد اتخاذ القرار.
ربما من حسن حظك أنك لست مضطرًا لاتخاذ قرارات تؤثر على حياة الناس لذا عندما تشعر أنك تحتاج إلى أخذ استراحة، أغلق شاشة الحاسوب، وابتعد عن مكتبك، واستمتع ببعض الهواء النقي. ثم عد واتخذ القرار وسوف ترى الفرق.
5. فرصة لتحسين إبداعك
سواء كنت كاتبًا أو محاميًا أو مسوقًا أو أي شيء آخر، فلا بد أن يكون الإبداع مطلبًا مهمًا في عملك. بدءًا من حل المشكلات الإبداعي إلى كتابة الشعارات ويمكن أن يلعب خيالك وإبداعك دورًا كبيرًا في جودة عملك.
قد تجد غالبًا أن أكثر ابداعاتك تأتي في الأوقات غير الملائمة، لذا ربما يجب أن تأخذ دفتر ملاحظاتك معك أثناء الاستحمام والنوم. فالإبداع لا يأتي أبدًا عندما تكون في حالة عصف ذهني أو عندما تجري مكالمة مع أحد العملاء أو منهمكًا في بناء استراتيجية كتابة السيناريو ووثائق التخطيط الخاصة بك.
في الواقع، إن معظم أفكارك الإبداعية تأتي أثناء المشي أو عندما تكون مسترخيًا في المنزل. وهذا ليس غريبًا. وقد جدت دراسة أن الإبداع يتحسن عن طريق المشي وليس الجلوس.
لذا، بدلاً من الجلوس والتحديق في شاشتك والشعور بالإحباط أكثر بمرور الوقت ما عليك سوى الابتعاد، اخرج وامش. حتى لو لم يأتيك الالهام في اللحظة التي تبحث عنها، فمن المرجح أن تعثر عليه لاحقًا حين تأخذ قسطًا من الراحة.
6. الاستراحات مفيدة لصحتك
إن تمتعك بصحة جيدة يجعلك أكثر إنتاجية. فلا يوجد ضرر مثل ضرر الأزمة الصحية والذي يمكن أن يدمر الإنتاجية.
الراحة ليست فقط ضرورة لصحتك العقلية ولكن لصحتك الجسدية أيضًا. ويبدو هذا جليًا بشكل خاص لموظفي المكاتب وأولئك الذين يجلسون على مكاتب أمام الشاشات لساعات طويلة في اليوم. فمشاكل الظهر ومشاكل القلب والأوعية الدموية وزيادة الوزن أو حتى السمنة ليست سوى غيض من فيض من حيث الضرر الذي يعتقد الخبراء أن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يسببها.
لذا، لا يقتصر الأمر على أخذ استراحة كبيرة من أجل تعزيز مستويات الطاقة لديك، بل إنه ضروري لصحة جسدك. قف وتحرك وامش. وإذا لم تتمكن من الخروج في نزهة طويلة، فما عليك سوى التنزه لمدة خمس عشرة دقيقة حول المبنى وستجد كم هو مفيد لك بعدة طرق مختلفة.
ترتبط صحتنا الجسدية والعقلية ارتباطًا جوهريًا بمدى جودة أدائنا في العمل. لذلك، لا تشعر بالذنب لإعطاء الأولوية لصحتك. إنه مفيد لعملك على المدى الطويل أيضًا.
نصائح لتنظيم فترات الراحة
إن كنت تعمل لحسابك الخاص ولديك المرونة في ساعات العمل التي تناسبك وتناسب أسرتك وجدولك الزمني محدد. فقم بتحديد أي الأوقات التي تكون فيها أكثر إنتاجية، هل هي صباحًا أم بعد الظهر. وعليك آخذ فترات الراحة في تلك الفترة.
اقضي بعض الوقت في التحدث أو الجري مما سيجعلك تشعر بأنك أكثر استعدادًا للتعامل مع بقية اليوم.
هذا الأمر لا يتوفر لكل شخص. لذا إن كنت تعمل لدى شخص آخر وكنت تعمل لساعات مكتب محددة، ربما بدون مساحة كبيرة للخروج للتنزه، فإليك بعض النصائح للحصول على فترات راحة:
1. تناول غدائك بعيدًا عن مكتبك كلما أمكن ذلك. إن تخصيص وقت محدد للغداء كل يوم تأخذ فيه استراحة فعلية طريقة بسيطة لجعل ذلك الوقت ضمن حدود يوم العمل المحدد مسبقًا.
2. المشي قبل العمل. حتى إذا كنت ستوقف سيارتك على بعد ميل واحد من مكتبك أو نزلت من وسيلة النقل الخاصة بك قبل ذلك، فإنك تشتري لنفسك بضع لحظات ثمينة للمشي والتخلص من الضغط والاسترخاء أثناء القيام ببعض النشاط البدني. مع الوقت، أن هذه عادة تغير حياتك حتى وإن كان تغييرًا بسيطًا. ستصل إلى العمل وأنت تشعر بالانتعاش والاستعداد.
3. افصل المنزل عن عملك. نحن مرتبطون بعملنا باستمرار. لكن حاول أن تأخذ وقتًا مستقطعًا. عندما لا تكون في العمل ويمكنك أن تأخذ الوقت المستقطع، واستفد من ذلك. أعلم أيضًا أن بعض أماكن العمل لديها ثقافة سامة تتمثل في توقع ساعات عمل طويلة، وعمل مسائي، وسحب الموظفين إلى المشاريع خلال عطلة نهاية الأسبوع. إذا كنت في وضع يسمح لك بأخذ فترات استراحة، فالرجاء القيام بذلك. لا توجد وظيفة تستحق عدم وجود حياة خارج المكتب.
4. حاول بناء ثقافة العمل الذكي. إذا كنت قائدًا، فشجع فريقك على العمل بشكل أكثر ذكاءً – شجع فترات الراحة لتحسين الإنتاجية.
إذا لم تكن في الإدارة، فربما باستطاعتك التحدث إلى الإدارة وتوضيح الفوائد التجارية لثقافة عمل أكثر ذكاءً. إنها حالة عمل بسيطة يمكنك القيام بها عندما يمكنك إثبات زيادة الإنتاجية ويتم إنجاز المزيد في يوم واحد إذا أخذ الناس استراحة غداء كاملة على سبيل المثال.
على مر السنين، اعتبرت فترات الراحة ضرورة مطلقة إذا كنت ترغب في العمل بذكاء والاستمرار في تقديم أفضل ما لديك من عمل. إنها ليست رفاهية وانغماس في الذات وتستطيع العيش بدونها.
إذا كنت تحرم نفسك من فترات الراحة، فربما عليك اعادة التفكير في الأمر ومعرفة الفرق الذي يحدثه لك في عملك.