
كل من عمل أو ما زال يعمل مع الأطفال من مربين ومعلمين لا بد أن يلاحظ في بعض الأحيان أطفالًا في مختلف مراحل الطفولة وقد اعتادوا أن يبكوا ويصرخوا في نوبات غضب طوال اليوم إلى حد إخافة بقية الأطفال وإعاقة تعلمهم.
قد يبدو هذا السلوك غير طبيعي لكن معظم هؤلاء الأطفال سريعي الغضب لا يظهرون أعراض التوحد لأن مهاراتهم الاجتماعية جيدة لكنهم قد يفتقرون إلى مهارات ضبط النفس.
ما هي مهارات ضبط النفس؟
تشمل مهارات ضبط النفس قدرة الطفل على إدارة عواطفه وسلوكياته في المواقف المختلفة. ويتعلق الأمر بالتحكم العاطفي والتخطيط بالإضافة إلى التحكم في سلوك الفرد.
اسأل نفسك الأسئلة التالية: إذا لم يفز طفلك بلعبة ما، فهل يصاب بنوبة غضب أو يعبس أكثر من الأطفال الآخرين في سنه؟ هل يغضب طفلك أو يفقد هدوئه تمامًا عندما لا يجد شيئًا، مثل حذائه أو حقيبة الظهر، قبل ذهابه للمدرسة؟ هل يتشاجر طفلك عادةً مع أشقائه أو أطفال آخرين عندما لا يحصل على الشيء الذي يريده، مثل لعبة؟
إذا أجبت بنعم على أي مما سبق أو شعرت أن طفلك قد يفتقر إلى مهارات ضبط النفس، فاستمر في القراءة. ستزودك هذه المقالة بنصائح حول كيفية مساعدة طفلك في تنمية مهارات ضبط النفس. من الضروري أن يحصل الأطفال على المساعدة في هذه المهارات عاجلاً وليس آجلاً، حيث أظهرت الأبحاث أن افتقار طفلك إلى مهارات ضبط النفس في وقت مبكر من حياته يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أكبر في المستقبل، مثل الصعوبات في الدراسة وتكوين صداقات.
1. ناقشه في الأمر قبل كل موقف
عادة ما يدافع الأطفال عن سلوكهم السيئ. قد تضرب الأخت الكبرى أخاها الأصغر لأنه يبصق عليها، ودفاعها هو أنه جعلها تضربه لأنه بصق عليها أولًا.
هذه هي الطريقة التي يعمل بها عقل الطفل. الأمر متروك للوالدين ليشرحوا لأطفالهم أن كل شخص يستطيع السيطرة على أفعاله وردود أفعاله. يحتاج الأطفال إلى فهم أن ضبط النفس والتحكم في عواطفهم وسلوكياتهم يستغرق وقتًا وتدريبًا.
هذه المحادثة حول ضبط النفس ليست شيئًا سيحدث لمرة واحدة. إنه أمر يجب على الآباء مناقشته مع أطفالهم بانتظام.
تحدث إلى طفلك باستخدام مصطلحات يفهمها. إذا كنت تعمل مع طفلك على اكتساب مهارات ضبط النفس، فستحتاج إلى توضيح العواقب بشكل بسيط. يمكنك التحدث عن نتيجة الغضب والصراخ في محل البقالة، وأنه يعني أنكم لن تذهبوا إلى الملعب بعد ظهر ذلك اليوم. ذكّر الطفل بالنتيجة حتى قبل أن تدخل المتجر. تحدث عن طبيعة السلوك الجيد وأن مكافأته أنه سيتمكن من اللعب في الحديقة بعد التسوق.
يجب أن يبدأ طفلك تعلم مهارات ضبط النفس في وقت مبكر من الحياة. يمكن للأطفال الصغار البدء في تعلم أساسيات ضبط النفس من خلال فهم العواقب. يجب شرح هذه العواقب والتوقعات لسلوكهم بعبارات موجزة مناسبة لعمر الطفل.
على سبيل المثال: “إذا ضربت أخيك الصغير اليوم، فلن تشاهد التلفاز الليلة.” وضح العواقب، ولكن أيضًا اعرض مكافآت معقولة.
يحتاج الأطفال الصغار أيضًا إلى تذكير في كثير من الأحيان والتحدث معهم وجهاً لوجه مع مراعاة مستواهم الفكري والمعرفي. تعتبر مهارات ضبط النفس صعبة للغاية بالنسبة للأطفال الصغار، لكنها قابلة للتعليم.
2. ساعد طفلك على تحديد الأهداف
يمكن لتحديد الأهداف مساعدتك في توجيه السلوك. إذا وضع طفلك هدفًا يتمثل في الحصول على درجة جيدة في الرياضات فيمكنه توجيه سلوكه نحو هذا الهدف، بدلًا من لعب ألعاب الفيديو بعد المدرسة.
السلوك تنظمه الأهداف، فإن لم يكن لدى الفرد أي أهداف محددة، فمن المحتمل أن يكون سلوكه أقل تنظيمًا.
ساعد طفلك على تحديد أهداف معقولة تجعله متحمسًا لمهارات ضبط النفس. فعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك يواجه صعوبة في الاستيقاظ مبكرًا كل صباح، فتحدث عن تحديد هدف يتمثل في أن ينام في وقت محدد كل ليلة حتى يصحو صباحًا في الموعد المحدد.
يمكنك مساعدته في عمل مخطط لهذا الهدف، حتى يتمكن من تتبع تقدمه. وبعد بضعة أسابيع من تحقيق الهدف بنجاح، يمكنك بعد ذلك مناقشة كيف تحسنت حياته مع زيادة ساعات النوم وكذلك النوم والاستيقاظ في مواعيد محددة.
وحدك فقط تعرف أين يحتاج طفلك إلى تحسينات في ضبط النفس. بمجرد استهداف المجالات التي يحتاج إلى تحسينها ، ساعده على تحديد أهداف تعمل على تحسين مهارات ضبط النفس.
ضبط النفس جزء لا يتجزأ من النجاح في الحياة من خلال تحديد الأهداف.
3. دع طفلك يختار
سيتمكن الطفل الذي يتمتع بمهارات جيدة في ضبط النفس من رؤية الخيارات المحتملة في موقف ما، وتقييم كل خيار، وتحديد الخيار الأفضل. الأطفال الذين يتم إخبارهم دائمًا بما يجب عليهم فعله، وكيفية القيام به، ومتى يفعلون ذلك، قد ينتهي بهم الأمر بفقدان السيطرة على أنفسهم لأنهم لا يُسمح لهم بالفرصة لممارسة عملية اتخاذ القرارات.
يجب السماح للأطفال بالقيام باختيارات بسيطة يوميًا منذ صغرهم. على سبيل المثال، اسأل طفلًا صغيرًا عما إذا كان يريد الحليب أو العصير في وقت الوجبة الخفيفة. لا يهم الوالد حقًا الاختيار الذي يتم اتخاذه، لأن كلاهما خياران صحيان للطفل.
إن الهدف هو خلق الفرص التي تسمح بالاختيارات في المواقف المختلفة، حتى يتمكن الطفل من تعلم اتخاذ خياراته الخاصة وفهم كيف تؤدي القرارات إلى عواقب.
يجب أن تزداد الاختيارات والخيارات مع تقدم العمر. على سبيل المثال، اسأل طفل يبلغ من العمر خمس سنوات عن الأحذية التي يرغب في ارتدائها للمدرسة. يمكنهم الاختيار. إذا انتهى بهم الأمر إلى اختيار أحذية خاصة بالجو الماطر واكتشفوا في المدرسة أنه من الصعب الركض في وقت الاستراحة، فسيكونون قد تعلموا درسًا من خلال اتخاذ القرار الخاص بهم. يجب أن يساعدهم الدرس في اتخاذ خيار أفضل في المرة القادمة.
يساعد هذا النوع من فرص الاختيار الطفل على تعلم التخطيط والتفكير في المستقبل. التخطيط جزء لا يتجزأ من ضبط النفس.

4. امنحه فرصة التخطيط
يساعد التخطيط الطفل على تنظيم سلوكه بنفسه.
التخطيط لكيفية التصرف في المواقف الصعبة يمكن أن يساعد الطفل على ضبط النفس. إذا كان طفلك يميل إلى عدم ضبط النفس في مواقف محددة، فساعده على التخطيط مسبقًا.
على سبيل المثال، إذا اعتاد طفلك الغضب عندما يخسر في لعبة كرة القدم مع أقرانه، فساعده على التخطيط مسبقًا. ناقش كيف سيتصرف إذا فاز وكيف سيكون رد فعله إذا خسر. يمكنك التحدث معه حول كيفية اختياره بشأن سلوكه في تلك اللحظة.
ساعده على التخطيط المسبق للقرارات التي يجب عليه اتخاذها في المواقف الصعبة. عندما يتخذ خيارات سيئة أو يخطط بشكل سيئ ، فهذه أيضًا فرصة لك لمناقشة كيفية القيام بالأشياء بشكل مختلف في المرة القادمة.
5. دعه يلعب مع أقرانه

يساعد اللعب الأطفال على تطوير مهارات ضبط النفس. هي أن يتعلم الأطفال منع سلوكهم الاندفاعي واتباع القواعد التي تحول سلوكهم من الاندفاع والعفوية إلى التوسط والعقلانية.
على سبيل المثال، عندما يلعب الأطفال لعبة مع أقرانهم، يتعلمون اتباع القواعد. سوف يكتشفون بسرعة أنه إذا لم يتبعوا القواعد أو إذا قاموا بالغش، فسوف يقوم أقرانهم برد فعل. قد يتم طردهم من اللعبة أو قد يتم توبيخهم من قبل أقرانهم. يمنحهم اللعب الفرصة لممارسة ضبط النفس في الحياة الواقعية التي يمكن للأطفال فهمها.
6. كن قدوة لأطفالك في ضبط نفسك
يراقب الأطفال والديهم ومعلميهم في تصرفاتهم ليقلدوهم. وهذا جزء من التجربة الانسانية. حيث يشاهد الأطفال ويتعلمون ويقلدون من حولهم.
لذلك، يجب أن يكون الآباء والمعلمين على دراية بمهارات ضبط النفس الخاصة بهم.
كيف تتصرف عندما لا تسير الأمور كما ترغب في الحياة؟ هل ترفع صوتك وتلعن؟ هل أنت مندفع في تصرفاتك، أم أنك تتوقف لحظة وتتخذ أفضل قرار ممكن في كل موقف؟ كيف تخطط للمستقبل وتقوم باختيارات جيدة؟
يتعلم الأطفال منا. يجب أن نبذل جهدًا لممارسة مهارات ضبط النفس، حتى يتمكن أطفالنا من تعلم ضبط النفس الإيجابي منا.